الأربعاء، 28 مايو 2014

زوجتي ما بعد العشر سنوات تقف أمامي (مبحلقة) فيّ بأعين لا أعلم متى أصابها الحوَل ، وجسد تدلت منه قطع اللحم وشعر لا ينام ابدًا !

أنظر لها مٌراقبًا لتدحرجاتها في المطبخ وصراخها في أطفال شياطين صغار :
- حوش أخوك من عالأرض ، وسيب النجفة وبطل شعبطة فيها هتقع على نافوخ أختك يا ولاااا
بالطبع لا يستمع إليها أحدهم وأقف أنا الآخر مراقبًا لتلك الحركات الآلية بالملعقة وتذوقها الطعام والنظر في الفرن ووضع الملابس المتسخة في غسالة ملأها الصدأ !
كل تلك الأفعال في وقت واحد . بالطبع أنا متزوج (بات وومن) . أراقبها مُحاولًا تذكر سبب زواجي منها !

هرعت يومًا لأمي أطلب منها تزويجي لفتاة فائقة الجمال ورشاقة جسمها تخبل شباب المنطقة ، تذهب وتجيء فـ تأسر العقول الواقفة (بالفنلات) في نوافذ و(بلكونات) شارعنا ، بالطبع علمت أمي أني اتحدث عن (فاطنة) كما كانت تنطقها .

- يا نداشتي !
- مالها يا أمه
- مكملتش الدبلون يا ولا
- بس أبوها اللي غصبها
- يا نداشتي يا عباس
- عايزها يا أما
- عازتك عقربة
- بحبها يا أما
- أنت حر يا عباس .. هروح لأبوها بعد العشا

ينظر لها ، أين الجسد الرشيق والأيدي البيضاء (والسمانة) التي أذابته حين رآها ! أين الشعر الأسود كفجر لم تظهر في سمائه الشمس بعد ! أين خدودها المستديرة ؟
هي الآن أصبحت مستديرة من كل الأماكن الظاهرة وغير الظاهرة .

- يا نداشتي ! أنت واقف تبحلق لي والواد بيعمل حمام على أخته وهي نايمة !! اتلحلح يا راجل شوف عيالك 
ذهب مهرولًا لفض الخلاف المحتقن بين أطفاله في غرفة المعيشة . لم يُلاحظ أن زوجته أصبحت شديدة الشبه بوالدته ، أصبحت نسخة منها تمشي على قدمين في منزله ، تنطق نفس الكلمات ونفس الأفعال ونفس الإستدارات ، ونكهة الطعام أصبحت واحدة ، والصبر .. مثل أمه تمامًا .
تصبر عليه وعلى الأولاد وعلى احتجاتها حتى أنه نسى (فاطنة) وأصبح يُناديها (صابرة) !

- أنتي حلوة أوي النهاردة
- أنا حلوة طول ما أنت معايا وبس يا أبو محمد .

يُقبل جبينها فـ يصفر الأطفال الصغار مُهللين ، فينهرهم
- بطلوا هيصة يا ولاد الكلب .
- تمت -