السبت، 9 فبراير 2019

قضايا بدون مُجرم حقيقي

عندما يحضر مُحقق غير عربي لبلادنا لينظر في قضية غير معروفة الأركان تقابلة عدة نقاط عاجزة عن الشرح لأنه لن يفهم كافة المبررات التي نفسرها تبعًا لعرف وثقافة بلدنا.
لن يفهم ماهية الكلسون ولماذا نرتدي -نحن الفتيات- عدد غير معروف من قطع الملابس أسفل ملابسنا التي يراها العالم. قد يكون سبب في إنقاذ البعض في حالة تعرض فتاة للإغتصاب، سيهرب الجاني بعد صراخ الفتاة ومحاولاته في كشف جسدها لأن أمامه عدد لا نهائي من قطع الملابس عليه تمزيقها أو خلعها، وهذا أمر مُتعب بعض الشيء.
قد يكون الأمر خاص بالطقس أيضًا، ولكن أجنبي بلده تُغطى بالثلج طيلة فصول السنة الأربعة وقليلًا ما تشمس لن يفهم ما أرمي إليه.
وقد يكون التفسير الأقرب للمنطق هو حفظ أكبر عدد من الملابس في حالات الزلازل أو البراكين ولكن شرح عدم وقوع مصر داخل مجموعة الدول المعرضة للكوارث الطبيعية بشكل دوري سيكون مُخجلًا! 
هي العادة أو شيء من هذا القبيل ولكن سيكون الوضع مُريعًا في حال سقوط فتاة أرضًا وإرتفاع تنورتها وظهور سمانة قدمها -المغطاة بالشعر في بعض الأوقات- أمام المارة. يصل الأمر في بعض الأحيان للبصق على الفتاة وإتهامها بقصد السقوط أمام الرجال لأنها ترغب في لفت الانتباه بسمانة قدمها وشرخ في الحوض وإرتجاج بسيط في المخ. هي متعمدة لا شك.

الأجنبي لن يفهم لماذا تُنشر الملابس الداخلية للرجال أغلب الأحيان في مقدمة الملابس! أنا نفسي لا أفهم السبب، وإن كان اللون الناصع هو السبب فلماذا تُنشر الأشياء الملونة يتبعها فوط الوجه ثم ملابس أخرى غير مهمة، ثم في نهاية الصف نرى من الأعلى -إن كنت تعيش في الشقة العلوية سترى هذا المشهد كما أصفه الآن- ملابس داخلية بالية مثقوبة، وتَحول لونها من الأبيض للأصفر!
إذن هذا ليس مبدأ لوضع الملابس الداخلية في بداية الصفوف! هو فقط تظاهر بوجود ملابس بيضاء نظيفة قد يكون رجل المنزل لا يرتديها وتضعها الزوجة كلما وضعت غسيل على الحبل! 
أمران من أمور عدة لا نقدر على تفسيرها! ولا فهمها في أغلب الأوقات.
!


الاثنين، 21 يناير 2019

قلادة

أعدي لي الخبز والزهور يا أمي.
عائدة من حرب لا خيل فيها أو قائد. فقط رؤوس الرماح ورأس جندي فقد جسده يصرخ باحثًا عن رقبته: أين رقبتي؟ -صارخًا-
كان بها قلادة حبيبتي ووضعت بها صورة أخي المقتول برصاص أخوة له في ثورة قمنا بها وهُزمنا.
أين رقبتي؟ -صارخًا- بها قلادة مهمة -باكيًا- هل رأيتم رقبتي؟ -مستسلمًا-

ضعي الزهور على قبر أبي والخبز في يد فقيرة لا تملك غير جسدها المسجى على قبر لا يملك اسم. سأعود قريبًا مع رقبة وقلادة.

أنا: هل رأيتم رقبة صديقي؟ بها قلادة مهمة -صارخًا-
هم: هل رأيتم رقبة صديقة؟ بها قلادة مهمة -يصرخون-
الرقبة: هل رأيتم صاحبي أو جسدي؟ أملك قلادة فضية اللون غير رخيصة..
القلادة: أشعر بالبرد الشديد. هل رأيتم رأس صاحبي؟
الحاكم: اقطعوا الرقبة أو اشنقوها فرأسي يؤلمني من الثرثرة.
الرقبة: ماذا فعلت؟ أنا فقط أحمل قلادتي وأبحث عن جسد صاحبي! -تبكي-

الثلاثاء، 8 يناير 2019

كيف تهربين من الخازوق؟

كيف تعلمين أنه الخازوق؟
من الشائع أن الخازوق لا يُخبرنا أنه هو بشخصه وبذات نفسه إلا بعد السقوط به، وهذا من فضل ونعم الله حتى لا يقتلنا القلق من الحاضر، وبعضنا قلق بطبيعة الحال، ولكننا لا نركن إلى الهدوء إلا قليلًا وهذا حالنا قبل الوقوع في الفخ.
عندما يهدأ كل شيء صديقتي/صديقي فإعلمي أنه الخازوق لا شك.

كيف تهربين من الخازوق؟
من الشائع أيضًا أن الخازوق لا مفر منه، وأنك ستهرب وستهرول في طريق مخالف وسيأتي الخازوق على حين غفلة منك ومن الزمن، وستشعر أنك ما سعيت سعيًا ولا هربت هربًا إلا لملاقاة الخازوق يا عيني عليك ويا حسرة عليكي.

هل فتى/فتاة أحلامي هي الخازوق؟
يؤسفني هذا القول ولكنها الحقيقة، سيكون الخازوق لا محال حتى ولو أصبح هو الحب المنتظر. فإن كان هو الجحيم فهذا هو الخازوق صراحة لا عيب فيه، وإن كان الجنة والأحلام المُحققة بمشاركة طيور الجنة وعصافير النيل (المصوصوة) فهو الخازوق ولكن على شكل غير واضح، فهو قد حرمك من تجربة نعم الله على كوكب الأرض، فهذه الشقراء والبيضاء والسمراء والطويلة والقصيرة والنحيفة والسمينة! وهذا الأشقر والأسمر والطويل والقصير والنحيف والسمين! أين هم من الهرولة والسعي والتذوق والتعليق ثم الهروب؟
سنترك كل شيء من أجل شخص واحد فقط نعانقه كل ليلة ونخبره كَم كانت حياتنا فارغة بدونه؟!
اللعنة.. ما أحمقني.

هل نترك كل شيء من أجل خازوق واحد؟
نعم. إن كان هو خازوق واحد فقط وعناق وقبلة مسائية ورقصة بفستان قصير وأطفال شياطين صغار! فيا أهلًا ويا مرحبًا بهذا الخازوق العظيم. سنُحرم من النوم  بعض الأيام ولكن سعادة الطهو وقبلة على يدي هي أفضل من خوازيق متعددة.
الحياة لا تحتمل الهرولة والركض في الإتجاه المقابل للخازوق. هرول نحو خازوقك بلا تردد.


الاثنين، 7 يناير 2019

خدعة الخلود

جميعنا يرغب في الخلود، وأنا لا أحسب للموت وقتًا مُحددًا، ولكن عندما أجلس وحيدة لا شيء يشغل بالي أشعر أنني سأموت بعد الثلاثين بقليل. هذا شيء جيد، فلن يشعر أحد بالملل من تحملي وأنا عجوز أسب وأشتم المارة أسفل نافذتي، ولن يتأفف زوجي -إن وُجد- من مرضي أو يشعر أبنائي بالغضب لأن أمهم مريضة. أنا لن أنجب أوغاد حتمًا ولكن ضمان صلاحهم ليس بالشيء المؤكد.
أؤمن أنني أكتب لهذا السبب. ليس في سطوري المتعالية شيء من الموهبة ولكني أرى في كلماتي طريقة للخلود بشكل ما، سأرحل وتظل كلماتي حبيسة المواقع الإلكترونية، وقد يراها أحدهم ويرغب في معرفة وجه تلك البلهاء، وبعد أن يرى وجهي ستختفي لديه أي رغبة في معرفة المزيد.
لا شيء مميز أو غير عادي. عوينات جيدة تناسب وجهي المستدير. جبين عريض ورثته عن أبي. شعر شبه مجعد. أنف صغير. ذقن أصغر. جسد هزيل. أصابع قدم طويلة للغاية.
الكتابة هي طريقة للخلود أتحسس فيها طريقي بشكل فقير، وهنيئًا لك يا فاعل الثواب والخير. 

الجمعة، 28 ديسمبر 2018

بين شِقَّيّ الرَّحى -حبة بازلاء-

كان وجهي هو الباب الأول الذي لا يَطرقه أحدهم، هذا التشوه الذي أصاب والدتي فأصابني من بعدها، ولا أعلم لماذا كان الله غاضب مني دون أن أفعل شيء!
أنا لم أكن طفلًا سيئًا لهذه الدرجة، ولم أكن أكثر أخوتي صراخًا. كنت هاديء كما قالت لي جدتي وخالتي عفاف التي أشركتها أمي في تفاصيل حياتنا، وأجبرتنا على اعتبارها خالتي رغم عدم مشاركتهن الدم نفسه، ولا الأم نفسها، ولكن خالتي عفاف طيبة، وكانت تضع في طبقي المزيد من الأرز لأنها تعلم أنني أفضله عن أي شيء، وكانت أمي تنهرني.
-      _  اترك الأرز، وكُل قطعة الفراخ
-      _ لا أحبها
-     _  هي أيضًا لا تحبك، ولكن مُجبرة على المكوث في معدتك
-     _  أمي ..
-      _ لا تمتعض ! كُل.
يخاف الأطفال من اللعب مع طفل بعين واحدة وعين أخرى يُغمضها طيلة الوقت، وكانت أمي تُجلسني بجوارها كي لا أصاب بمزيد من الأذى، وكُنت أبكي لوحدتي، ولا أعلم لما لا تتركني. ستُتعبني الوحدة أكثر.

-    _  أمي ؟
-   _   نعم ؟
-   _   هل يكرهني الله ؟
-     _ الله لا يكرهنا !
-      _ لماذا خلقني بهذا الألم في رأسي وبعين واحدة فقط ؟
-      _ لك عينين وليست عين واحدة وهذا الألم بسبب حبة بازلاء صغيرة في رأسك
-      _ ولماذا لا تُخرجيها ؟
-      _ لا أملك المال الكافي لنذهب للطبيب
-      _ إذن نطهيها ونأكلها !
-      _ ليت الأمر سهلًا !
-      _ أمي ؟
-      _ نعم ؟
-      _ هل أنا طفل جيد ؟
-      _ أنت أفضل طفل في العالم
-      _ أخرجي حبة البازلاء من رأسي إذن !
-      _ حسنًا، سأخرجها..
كانت أمي تجد صعوبة في إخباري بأن حبة البازلاء ورم صغير يكبر مع الوقت، ولابد أن أجلس في المستشفى طويلًا لتتم إزالته، ولكن الطبيب أخبر أمي أن المستوصف التابع لبلدتنا صغير، لابد أن نذهب للعاصمة ويراني طبيب أكبر، ونقود أكثر في فحوصات أكثر، وأمي لا تملك نقود الحافلة التي ستقلنا، ولا تعلم كيف ستترك أخوتي مع خالتي عفاف، وزوجها غاضب أغلب الوقت، ولا يُحب صراخنا، ولعبنا.

كان المكان الآمن الوحيد الذي أشعر فيه بقليل من الراحة هو حضن أمي، تُعانقني ليلًا؛ لأنام، وكانت أحلامي توقظها. أهرول داخل الحلم، ولا أعلم هل هو الحلم أم الواقع، أتحسس وجهي عادة لأعلم وعندما أجدني في الحلم أهرول من جارنا الذي يقذفني بالحجارة، ويُوبخني لأني أجري منه بشكل يراه مُضحك، وأبكي! تمسح أمي عبراتي، وتضمني أكثر فأنام مطمئنًا.
الأطفال شياطين صغيرة خُلقت لمضايقتي وللبصق على وجهي، وأنا لا أرى في البصق عليهم أو معاداتهم قوة، فأنا أحب اللعب معهم، ولا أحب الجلوس وحدي في الغرفة مع أمي حتى يحضر أخوتي للغذاء.

تستمر حبة البازلاء في مضايقتي، وحاولت مرارًا إخراجها، ولكنها ثقيلة وتجلس بعمق داخل رأسي، وأنا لا أملك الإبرة الرفيعة التي تُخرجها، وضربتني أمي كثيرًا عندما حملت السكين الصغير ووقفت أمام المرآة أبحث عن مكان صغير أفتح به باب للحبة الصغيرة.
أمسكتني وكانت تصرخ في، وتلطم خدها، وتسبني، وتسب الأيام، وتبكي، وسمعتها تسأل الله لماذا خصها بكل هذا، كانت تحدثه بشيء من عدم التأدب وكُنت أخافها في هذا الوقت، أخافتني نظراتها لي، تطلب مني الغفران، وغاضبة هي عليّ من أجلي.
بكيت كثيرًا لأني لم أدرك لم تبوخني أمي على محاولتي نزع تلك الحبة الغبية من رأسي؛ فهي باتت تؤلمني للغاية وأحب اللعب مع أطفال الخالة نعيمة والخالة فاطمة.

هرب والدي بعد ولادة أخي الأصغر، ترك أمي وطفلين وفتاة لأنه لا يجد عمل يسد جوع صغاره، ولأنه ظن أنني وجه قبيح للمسيخ الدجال، خاف أن أتحول لنصف إله، وأجعله كافرًا فهرب تاركًا خلفه أسرة كاملة مُستعدة للكفر.

كانت أمي تغسل ملابس الجارات اللاتي يسكنن البيوت المُتسعة في البلدة صباحًا، وتذهب عيادة طبيب القرية المجاورة مساءً، وتساعده في بعض الفحوصات التي يُجريها لسيدات يخجلن من وجودهن مع طبيب بمفرده داخل غرفة الكشف، وكُنت أذهب معها كثيرًا للعيادة وأرى المرضى، وكبار السن يتعكزون على أحد أطفالهم، وينظرون لي نظرة سريعة، ثم يجلس أحدهم ويسترق الآخر نظرة أخرى، ليتأكد أنني لست مريض، ويخجل من نظرته فيكف عن النظر.

أخجل من دمع أمي حين تنظر لي وتتحدث مع الله بهمهمات تخترقني، وأخجل حين يُنكر أخي أنني أشبهه ! رغم أننا نشبه بعض كثيرًا ولكنه لا يُحب أن يُخبره أحدهم بذلك.

جاءتنا جدتي ذات يوم، وأخبرت أمي أن أبي توفى، وأعطتها بطاقته، وأوراق كان يحملها في جيب قميصه عندما صدمته سيارة، ولم يجدوا معه أي نقود، لم تظهر على أمي أي علامات حزن أو فرح، ودعت جدتي وتركت بطاقته على المنضدة وذهبت للنوم، ذهبت إليها وعانقتها ونمت بجوارها، ولم تستيقظ أمي صباحًا مثل العادة، تركت جسدها المسجى البارد وذهبت لخالتي عفاف أخبرها أن أمي مريضة، بعد حضور الخالة حضرت كثيرات غيرها، وتحولت بيتنا لسيرك ضخم مليء بالصراخ والعناق لأخي والتربيت على كتفي، وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي يلمسني فيها أناس بهذا العدد، لا أتذكر هل لمسني أحدهم بعد ذلك اليوم أم لا! ولكني أعلم أن عناق أمي ليلة موتها كان آخر عناق حصلت عليه، وما زالت حبة البازلاء تؤلمني، وصدري يطلب الدفء ولا يجده، فجسد أمي تركوه أسفل الأرض، لأننا لا نملك مقبرة مثل الخالة عائشة، وقتها فقط كنت سأعانق المقبرة، ولكنني اليوم أعانق الأرض كلما افتقدت أمي ورائحتها، ويدها التي تحميني من البصق والسب والحجارة التي تقذفها الحياة في وجهي فتشج رأسي.



الخميس، 20 ديسمبر 2018

مشتاق ولا يُشبعني غير العناق..

مشتاقة فقط للكتابة بشكل مستمر دون إنقطاع ودون أن أشعر بجوعي الشديد وفقري، وتوقف عقلي عن التخيل أو العمل..
وهنا الكتابة فتاة رشيقة ونحن عجوز أرهقه العدو والهرولة خلف سراب، وتغيظه الفتاة وتبتعد كلما رغب فيها
لا أريد أن أكون عجوز، أو أن تنفر الكتابة من أفكاري غير المرتبة.

عودي يا بلية ..
عودي

الأربعاء، 28 مايو 2014

زوجتي ما بعد العشر سنوات تقف أمامي (مبحلقة) فيّ بأعين لا أعلم متى أصابها الحوَل ، وجسد تدلت منه قطع اللحم وشعر لا ينام ابدًا !

أنظر لها مٌراقبًا لتدحرجاتها في المطبخ وصراخها في أطفال شياطين صغار :
- حوش أخوك من عالأرض ، وسيب النجفة وبطل شعبطة فيها هتقع على نافوخ أختك يا ولاااا
بالطبع لا يستمع إليها أحدهم وأقف أنا الآخر مراقبًا لتلك الحركات الآلية بالملعقة وتذوقها الطعام والنظر في الفرن ووضع الملابس المتسخة في غسالة ملأها الصدأ !
كل تلك الأفعال في وقت واحد . بالطبع أنا متزوج (بات وومن) . أراقبها مُحاولًا تذكر سبب زواجي منها !

هرعت يومًا لأمي أطلب منها تزويجي لفتاة فائقة الجمال ورشاقة جسمها تخبل شباب المنطقة ، تذهب وتجيء فـ تأسر العقول الواقفة (بالفنلات) في نوافذ و(بلكونات) شارعنا ، بالطبع علمت أمي أني اتحدث عن (فاطنة) كما كانت تنطقها .

- يا نداشتي !
- مالها يا أمه
- مكملتش الدبلون يا ولا
- بس أبوها اللي غصبها
- يا نداشتي يا عباس
- عايزها يا أما
- عازتك عقربة
- بحبها يا أما
- أنت حر يا عباس .. هروح لأبوها بعد العشا

ينظر لها ، أين الجسد الرشيق والأيدي البيضاء (والسمانة) التي أذابته حين رآها ! أين الشعر الأسود كفجر لم تظهر في سمائه الشمس بعد ! أين خدودها المستديرة ؟
هي الآن أصبحت مستديرة من كل الأماكن الظاهرة وغير الظاهرة .

- يا نداشتي ! أنت واقف تبحلق لي والواد بيعمل حمام على أخته وهي نايمة !! اتلحلح يا راجل شوف عيالك 
ذهب مهرولًا لفض الخلاف المحتقن بين أطفاله في غرفة المعيشة . لم يُلاحظ أن زوجته أصبحت شديدة الشبه بوالدته ، أصبحت نسخة منها تمشي على قدمين في منزله ، تنطق نفس الكلمات ونفس الأفعال ونفس الإستدارات ، ونكهة الطعام أصبحت واحدة ، والصبر .. مثل أمه تمامًا .
تصبر عليه وعلى الأولاد وعلى احتجاتها حتى أنه نسى (فاطنة) وأصبح يُناديها (صابرة) !

- أنتي حلوة أوي النهاردة
- أنا حلوة طول ما أنت معايا وبس يا أبو محمد .

يُقبل جبينها فـ يصفر الأطفال الصغار مُهللين ، فينهرهم
- بطلوا هيصة يا ولاد الكلب .
- تمت -