الاثنين، 7 يناير 2019

خدعة الخلود

جميعنا يرغب في الخلود، وأنا لا أحسب للموت وقتًا مُحددًا، ولكن عندما أجلس وحيدة لا شيء يشغل بالي أشعر أنني سأموت بعد الثلاثين بقليل. هذا شيء جيد، فلن يشعر أحد بالملل من تحملي وأنا عجوز أسب وأشتم المارة أسفل نافذتي، ولن يتأفف زوجي -إن وُجد- من مرضي أو يشعر أبنائي بالغضب لأن أمهم مريضة. أنا لن أنجب أوغاد حتمًا ولكن ضمان صلاحهم ليس بالشيء المؤكد.
أؤمن أنني أكتب لهذا السبب. ليس في سطوري المتعالية شيء من الموهبة ولكني أرى في كلماتي طريقة للخلود بشكل ما، سأرحل وتظل كلماتي حبيسة المواقع الإلكترونية، وقد يراها أحدهم ويرغب في معرفة وجه تلك البلهاء، وبعد أن يرى وجهي ستختفي لديه أي رغبة في معرفة المزيد.
لا شيء مميز أو غير عادي. عوينات جيدة تناسب وجهي المستدير. جبين عريض ورثته عن أبي. شعر شبه مجعد. أنف صغير. ذقن أصغر. جسد هزيل. أصابع قدم طويلة للغاية.
الكتابة هي طريقة للخلود أتحسس فيها طريقي بشكل فقير، وهنيئًا لك يا فاعل الثواب والخير. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق